ما زِلْتُ أَنْطُرُها
تَأْتي بِثَوْبِهَا الأَبْيَض
في مَوْعِدُنا الأَوَّل
تَحْتَ أَشْجارِ اللَّوزِ أُلبِسُها عِقدَ الياسَميْن
بِيَدَيَّ هاتَيْن
نَعَمْ ما زِلْْتُ أَنا
أَلـــــ يَحْلُمُ بِلُقْياها
مَضَتْ سِنِينَ الفِراقِ العَشْرُ وَما زِلْتُ أَنْطُرُها
بَدَأَتْ أَنامِلِي بإِخْفاءِ لَوْنِ شَعْري
وَإِظْهارِ الَّلون الأبْيَض لِتَكْمُلَ أَيَّامَ أَحْزاني
نَعَمْ
نَعَم كُلُّ هذا العالَم مُظْلِمٌ دونَها
يَدَّعونَ ما حَوْلي بِأَني مَجْنوُن
لِماذا أَلِأَني عَشِقْتُ السَراب
كَيْفَ وَأَنا لا أَحيا بِدونِ هذا السَراب
سَرابٌ مَلَأَ فَراغَ دُنْيَتي
وَما زِلْتُ أَنْتَظِرُ السَراب
وَلِلأَسَفْ فُصولي الأَرْبَعَه كُلَها أَصْبَحَتْ شِتاء
إِذاً حَتَّى الفُصُول غَدَتْ تَكْرَهُني
وَماذا بَعْد
نَعَمْ ..... ماذا بَعْد ............ غَيرَ الموت
حَتَّى المَوتُ لَنْ يَأْتي
حَتَّى المَوووووووووووتُ لَنْ يَأْتي
فَدُنْيَتي لَمْ تَكْتَفي بِتَعْذيبي بَعْد
ما زالَت تَجْلِدُني كَالزاني أَو أَشَد
تَحْرِقُني بِنارِها
كُلَّ هذا لِأَنّي
كُلَّ هذا لِأَنّي عَشِقْتُ مُنْذُ وِلادَتي
فَتاةٌ إِسْمُها بَغْداد
نَزيفٌ أَوَّل
بِقَلَمْي