تفجر تراشق عنيف وتبادل للاتهامات بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وحكومة إسرائيل واللوبي الموالي لها بواشنطن بعد الخطاب التاريخي لأوباما في القاهرة الخميس الماضي, وقد عاد أوباما ليطالب إسرائيل مجددا بوقف بناء المستوطنات, ويدعو الفلسطينيين إلي نبذ العنف.
وأكد أوباما ـ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ـ أنه من المهم كسر الجمود في عملية السلام بالشرق الأوسط, وقال: إنه يجب أن تدرك كل الأطراف أن مصيرها مترابط بشكل كبير.
وأضاف أوباما أنه يريد محادثات سلام جادة وبناءة تهدف إلي التوصل لحل الدولتين, وأكد أنه لا يتوقع حل مشكلة استمرت60 عاما بين عشية وضحاها.
وطالب أوباما مجددا أن تكون كل الدول العربية جزءا من عملية السلام بالشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه, أرجأ أوباما نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلي القدس لمدة ستة أشهر بسبب عدم التوصل إلي اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول وضع هذه المدينة, وقال: إن سياسة أمريكا لم تتغير, وهذا القرار هو إجراء روتيني يتخذه الرؤساء الأمريكيون تباعا منذ سنوات بعيدة, باعتبار أن تل أبيب هي العاصمة.
وقد تفجرت مفاجأة كبيرة عندما رفضت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تصريحات إسرائيلية مفادها أن إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كان بينهما تفاهم يسمح لإسرائيل بأن تواصل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وأضافت كلينتون ـ في تصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو ـ لدينا محاضر المفاوضات ـ أي الوثائق الرسمية التي سلمتها إدارة بوش إلي إدارة أوباما ـ وأكدت أن هذه المحاضر لا تتضمن أي اتفاق شفهي أو خطي بهذا الشأن.
يأتي ذلك ردا علي اتهام إسرائيل كاتز وزير النقل الإسرائيلي إدارة أوباما بأنها لا تحترم الاتفاقيات التي تم إبرامها مع إدارة الرئيس بوش.
وفي السياق نفسه, نقلت صحف إسرائيلية ـ في معلومات وزعتها السفارة الإسرائيلية في واشنطن علي وسائل الإعلام الأمريكية ـ عن دوف ويسجلاس المفاوض السابق في عهد أرييل شارون أن إدارة بوش وافقت علي مبدأ التوسع الطبيعي للمستوطنات اليهودية داخل حدود الأراضي المتفق عليها مسبقا.
ورفضت هيلاري كلينتون هذه التصريحات والبيانات, موضحة أنه لا توجد أي رسالة من هذا النوع.
وأكدت ـ مجددا ـ ضرورة التزام إسرائيل ببنود خطة خريطة الطريق لإحلال السلام بين الطرفين, التي تنص علي قيام دولة فلسطينية, وأكدت أن الالتزامات واضحة جدا